المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, 2021

مذكرات الأيام الرمادية /7

... نظر سرمد إلى نهاوند نظرة طويلة تحمل الكثير من الغضب ثم وقف و أمسك بكوب المشروب البارد وفتح غطاءه ثم سكب عليه ما تبقى من كوب القهوة السوداء و وضع الكوب أمام نهاوند وقال له هيا افصل البارد عن الساخن و فكك حبال العتمة التي تحيط بالكوب ، انك يا صديقي تثرثر و لا ترى في الدنيا سوى سخافات المثقفين وعقد الصحفيين وأنصافهم وخيالات المسرحيين المريضة. و حينها كان الغضب قد بلغ مبلغه من نهاوند ولكن فضل أن يتمساك قليلا ويستجمع ما تبقى لديه من صبر وحلم و في ذات الوقت قرر أن يرد على صاحبه بلهجة حادة و وبخه بالقول هل أنتهيت؟ أم ما زلت تحتاج إلى التقيء أكثر حتى تفرغ ما في قلبك من سواد؟ هل تعتقد أنك زرعت الصمت في شفتاي بما قلته لي الآن؟ أم هل تظن أنني لا أستطيع الرد على الهراء الذي نعتني به؟ حسنا اسمع مني هذه النصيحة قبل كل شيء إنك إن بقيت مغرما بلعب دور الضحية سيأتي اليوم الذي يضحى فيه بك دون أي شعور بالذنب من المضحي، عليك أن تستفيق من سكرة الأوهام التي تثمل منها كل يوم وحينما ترى أن في الدنيا ألوانا غير ذلك اللون المسيطر على عقلك وقلبك حينها تواصل معي وسوف استمع لما تقول ثم غادر نهاوند المقهى غاضبا ...