هوبال: فلسفة النجاة بالهلاك

"الأفكار لا تموت لكنها تقتل"، هذه العبارة تصف بدقة أثر استمرار الفكرة وتناقلها دون إدراك كامل لمعناها، وكيف يمكن أن تتحول النوايا النبيلة إلى مأساة تجر معها الهلاك. هذا الانطباع ظل يرافقني منذ أن شاهدت فيلم هوبال للمخرج السعودي الفذ عبدالعزيز الشلاحي والذي يعد أحدث إنتاجات السينما السعودية التي تعقد عليها الآمال، حيث تتجسد فكرة المقولة أعلاه بوضوح من خلال مجتمع "البادية" الذي يشكل مسرح للأحداث وصورة مصغرة عن حال أي مجتمع تسيطر عليها "الآيديولوجيا". في حكاية الفيلم التي صاغها الكاتب الأكثر تأثيرا في السينما السعودية اليوم مفرج المجفل نجد أن جوهر الفكرة التي آمن بها الأب "ليام" يتلخص في مفهوم "النجاة" من العذاب الأخروي ومن أجل هذه الغاية النبيلة في معناها ومقصدها آثر أن ينعزل بأسرته الصغيرة في الصحراء بعيدا عن "فساد" المدينة وعلاقاتها الملوثة والتي تسببت حسب ما يعتقد "ليام" في ظهور علامات الساعة واقتراب يوم الحساب الذي يريد "ليام" أن يذهب إليه وهو بريء من دنس المدينة وذنوبها حاملا ثوب الطهارة الذي اختاره...