المشاركات

عرض المشاركات من يونيو, 2020

أخيرا الفنون تتنفس

لم تعد الفنون مجرد مهنٍ لا تلقى القبول والاحترام من قبل المجتمع كما كانت في عصور مضت حينما كان "الفنان" ينظر له على أنه مجرد "لا شيء" ولا يجب أن يحظى بأي احترام أو تقدير مهما كانت خلفيته العلمية أو العائلية. وإنما أصبح "الفنانون" في هذا الزمن وبفضل تراكم الجهود عبر العصور من نخبة المجتمع والطبقة الراقية التي تؤثر في الناس أكثر من أي طبقة اجتماعية أخرى بغض النظر عن الجدال حول هذا الأمر وهو جدال طول ولن ينتهي. وعلى أثر ذلك تنبهت الحكومات لهذا الأمر وعرفت مدى قدرة الفنان على برمجة وعي الجماهير فظهرت أهميته كلاعب مهم جدا في تشكيل الوعي الجمعي للمجتمعات بل وتعدى الأمر الى تبني بعض الدول للفنون ورعايتها ليس فقط من أجل تنمية الفنون والآداب وازدهارها بل بإعتبارها جزءً مهما من العملية السياسية وذلك بتمرير أجندتها من خلال الفن الى الدول المختلفة سواء بتضخيم الذات أو ارسال رسائل معينة بغض النظر عن ماهية تلك الرسائل أو حتى من خلال الترويج لمعالم البلد الحضارية مما يساهم في انتعاش الاقتصاد الوطني بفضل توافد السياح. وهذا الأمر يدعونا للقول أن الفنان يحمل مسؤولية خطي...

على قائمة الانتظار

الإنسان بطبيعته عجول يكره الإنتظار فالهروب من طريق بعيد أحب إليه من وقوفه لدقائق معدودة في إشارة المرور و الذهاب إلى مطعم لا يكتض بالزبائن افضل له من إصطفافه للحصول على وجبة شهية في مطعم يأتي إليه الناس من كل حدب وصوب. إذا إتفقنا أن الإنسان لا يحب الإنتظار حتى في أبسط الأمور لكن ماذا لو توقفت حياتك كلها على الإنتظار؟ هذا هو السؤال الذي طرحه الثنائي حسن سامي يوسف و نجيب نصير من خلال حكايتهم الإنتظار. حكاية حسن ونصير ذهبت إلى منطقة مشبوهه دائما وتلقى عليها كل التهم القذرة دون إكتراث للأسباب ألا وهي الطبقة الفقيرة. في تلك الحارة القديمة التي إرتصت فيها البيوت جنبا إلى جنب كما نرص لعبة المكعبات ولكن المفارقة بين تلك البيوت والمكعبات ان المكعبات نستطيع هدم بناءها دون ان تتأثر وتلك البيوت صامدة جدرانها ومهدمة حياة ساكنيها. تنوعت النماذج البشرية في تلك الحارة العتيقة ولكن القاسم المشترك بين سكانها هو "العدم". فشخص مثل عبود وجد نفسه مجهول النسب لا يعلم شيء عن نفسه سوى أنه لقيط ومع ذلك كان حبه للآخرين ومعاملته لأهل الحارة كأنهم عائلته جعلت هيئة "الأزعر" تذوب في شهامته ...