أخيرا الفنون تتنفس
لم تعد الفنون مجرد مهنٍ لا تلقى القبول والاحترام من قبل المجتمع كما كانت في عصور مضت حينما كان "الفنان" ينظر له على أنه مجرد "لا شيء" ولا يجب أن يحظى بأي احترام أو تقدير مهما كانت خلفيته العلمية أو العائلية.
وإنما أصبح "الفنانون" في هذا الزمن وبفضل تراكم الجهود عبر العصور من نخبة المجتمع والطبقة الراقية التي تؤثر في الناس أكثر من أي طبقة اجتماعية أخرى بغض النظر عن الجدال حول هذا الأمر وهو جدال طول ولن ينتهي.
وعلى أثر ذلك تنبهت الحكومات لهذا الأمر وعرفت مدى قدرة الفنان على برمجة وعي الجماهير فظهرت أهميته كلاعب مهم جدا في تشكيل الوعي الجمعي للمجتمعات بل وتعدى الأمر الى تبني بعض الدول للفنون ورعايتها ليس فقط من أجل تنمية الفنون والآداب وازدهارها بل بإعتبارها جزءً مهما من العملية السياسية وذلك بتمرير أجندتها من خلال الفن الى الدول المختلفة سواء بتضخيم الذات أو ارسال رسائل معينة بغض النظر عن ماهية تلك الرسائل أو حتى من خلال الترويج لمعالم البلد الحضارية مما يساهم في انتعاش الاقتصاد الوطني بفضل توافد السياح.
وهذا الأمر يدعونا للقول أن الفنان يحمل مسؤولية خطيرة فالملايين قد تقلد تصرفا حسنا قام به أو تتأثر بفعل قبيح صدر منه فيجب عليه أن يكون حذرا في التعامل مع ما يقدمه للناس.
وفي المملكة ظل الفنان السعودي يعمل بشكل فردي يتخلله بعض الدعم من هنا و هناك ولكن بلا اعتراف بمهنته وأهميتها على مدى العقود الماضية وهذا الأمر تسبب في تأخر نضج التجربة الفنية في المملكة ولاسيما في الفنون التي تعتمد على الأداء الجسدي كالمسرح والدراما و السينما ، أما الموسيقيين والمطربين تجربتهم مختلفة لأسباب ليس هنالك مجال لذكرها.
وجاء قرار سمو وزير الثقافة بإدراج الفنون ضمن المهن المعترف بها في المملكة كخطوة مهمة تعطي للفنان حقه الطبيعي بعد سنوات من الاحباط والتواري خلف مهنٍ لا تشبه الفنان ولا تمت له بصلة.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل جاء قرار تدريس الفنون في الجامعات السعودية بعد مضي عشرين عاما على اغلاق قسم المسرح في جامعة الملك سعود كرد اعتبار لكل الموهبين الذين يريدون صقل مواهبهم بشكل علمي بعيدا عن اجتهادات الهواة التي وإن ساهمت في التقدم لخطوات قليلة للأمام بشكل بطئ حسب ظروف كل مرحلة فإنها لن تساهم بأكثر من تلك الخطوات لأنها قائمة على الشغف والاجتهاد دون خطة وأساس تسير عليه.
ومن الضروري جدا الصبر على مخرجات المرحلة المقبلة من الفنانين الدارسين في المملكة فلن تنضج التجربة بشكل سليم قبل تخرج دفعتين على الأقل يخرج منهم مواهب فذة قادرة على تغيير المشهد المسرحي والدرامي في المملكة خلال السنوات القادمة والمهم أن يتم ذلك دون هدم ما تم بناؤه من قبل المسرحيين والفنانين السعوديين خلال النصف قرن الماضية بل يجب أن يكتمل المشوار من حيث الخطوة الصحيحة التي توقفوا عندها دون التكبر على ما أنجزوه فلولا جهودهم وصبرهم لما وصلنا الى هذه التغيرات المهمة.
قبل الختام
من الأمور الجميلة التي حصلت في السنوات الأخيرة تفعيل المسرح المدرسي بعد سنوات من الركود وللمسرح فوائد كثيرة فهو يعلم احترام الوقت ويعلم الطموح والنظر للأمام ويغرس حب الثقافة والبحث والاطلاع في نفس الطالب ويزيد الثقة بالنفس ويقوم اللسان ويقضي فيه الطالب فترة جميلة تجمع بين التربية والترفيه
الختام
اني أتنفس فوق الماء
وإنما أصبح "الفنانون" في هذا الزمن وبفضل تراكم الجهود عبر العصور من نخبة المجتمع والطبقة الراقية التي تؤثر في الناس أكثر من أي طبقة اجتماعية أخرى بغض النظر عن الجدال حول هذا الأمر وهو جدال طول ولن ينتهي.
وعلى أثر ذلك تنبهت الحكومات لهذا الأمر وعرفت مدى قدرة الفنان على برمجة وعي الجماهير فظهرت أهميته كلاعب مهم جدا في تشكيل الوعي الجمعي للمجتمعات بل وتعدى الأمر الى تبني بعض الدول للفنون ورعايتها ليس فقط من أجل تنمية الفنون والآداب وازدهارها بل بإعتبارها جزءً مهما من العملية السياسية وذلك بتمرير أجندتها من خلال الفن الى الدول المختلفة سواء بتضخيم الذات أو ارسال رسائل معينة بغض النظر عن ماهية تلك الرسائل أو حتى من خلال الترويج لمعالم البلد الحضارية مما يساهم في انتعاش الاقتصاد الوطني بفضل توافد السياح.
وهذا الأمر يدعونا للقول أن الفنان يحمل مسؤولية خطيرة فالملايين قد تقلد تصرفا حسنا قام به أو تتأثر بفعل قبيح صدر منه فيجب عليه أن يكون حذرا في التعامل مع ما يقدمه للناس.
وفي المملكة ظل الفنان السعودي يعمل بشكل فردي يتخلله بعض الدعم من هنا و هناك ولكن بلا اعتراف بمهنته وأهميتها على مدى العقود الماضية وهذا الأمر تسبب في تأخر نضج التجربة الفنية في المملكة ولاسيما في الفنون التي تعتمد على الأداء الجسدي كالمسرح والدراما و السينما ، أما الموسيقيين والمطربين تجربتهم مختلفة لأسباب ليس هنالك مجال لذكرها.
وجاء قرار سمو وزير الثقافة بإدراج الفنون ضمن المهن المعترف بها في المملكة كخطوة مهمة تعطي للفنان حقه الطبيعي بعد سنوات من الاحباط والتواري خلف مهنٍ لا تشبه الفنان ولا تمت له بصلة.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل جاء قرار تدريس الفنون في الجامعات السعودية بعد مضي عشرين عاما على اغلاق قسم المسرح في جامعة الملك سعود كرد اعتبار لكل الموهبين الذين يريدون صقل مواهبهم بشكل علمي بعيدا عن اجتهادات الهواة التي وإن ساهمت في التقدم لخطوات قليلة للأمام بشكل بطئ حسب ظروف كل مرحلة فإنها لن تساهم بأكثر من تلك الخطوات لأنها قائمة على الشغف والاجتهاد دون خطة وأساس تسير عليه.
ومن الضروري جدا الصبر على مخرجات المرحلة المقبلة من الفنانين الدارسين في المملكة فلن تنضج التجربة بشكل سليم قبل تخرج دفعتين على الأقل يخرج منهم مواهب فذة قادرة على تغيير المشهد المسرحي والدرامي في المملكة خلال السنوات القادمة والمهم أن يتم ذلك دون هدم ما تم بناؤه من قبل المسرحيين والفنانين السعوديين خلال النصف قرن الماضية بل يجب أن يكتمل المشوار من حيث الخطوة الصحيحة التي توقفوا عندها دون التكبر على ما أنجزوه فلولا جهودهم وصبرهم لما وصلنا الى هذه التغيرات المهمة.
قبل الختام
من الأمور الجميلة التي حصلت في السنوات الأخيرة تفعيل المسرح المدرسي بعد سنوات من الركود وللمسرح فوائد كثيرة فهو يعلم احترام الوقت ويعلم الطموح والنظر للأمام ويغرس حب الثقافة والبحث والاطلاع في نفس الطالب ويزيد الثقة بالنفس ويقوم اللسان ويقضي فيه الطالب فترة جميلة تجمع بين التربية والترفيه
الختام
اني أتنفس فوق الماء
تعليقات
إرسال تعليق