المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس, 2020

في ذكرى غياب الأيقونة

 في الحادي عشر من أغسطس من سنة ٢٠١٧ م رحل عن عالمنا الفنان الكبير عبدالحسين عبدالرضا مخلفا ورائه ارثا فنيا عظيما وحزنا لدى محبيه يوازي عدد المرات التي أضحكنا فيها حتى استلقينا على ظهورنا و انهمرت دموعنا و أحسسنا بنشوة عارمة. لم يكن عبدالحسين مجرد ممثل خفيف الظل بل كان مؤسسة فنية قائمة بحد ذاتها وهذا ما جعله متفرد على كل أبناء جيله ولم يستطع أيا منهم أن يشاطره ذات المكانة والنجومية طوال مسيرته التي تجاوزت النصف قرن. عبدالحسين الذي ظهر في جيل هو الأميز بين أجيال الممثلين في الكويت لم يجد بيئة متكاملة تذلل له الصعاب وتجعله يتفرغ للتمثيل فقط إنما وجد نفسه مجبرا على الخوض في مجالات عدة حتى يصل إلى التمثيل على خشبة المسرح التي لم يضاهيه فوقها أحد بالنظر الى مجمل مسيرته الفنية. فإذا نظرنا إلى أشهر مسرحياته وأكثرها عمقا نجد أنه قام بكتابتها و إخراجها أحيانا حتى لو لم يذكر ذلك لأن لمسات "أبو عدنان" لا تخطأها عين من يعرف فنه. ولم يكتفي العملاق الراحل بتقديم المسرحيات الاجتماعية انما سطر لنا ملاحم مسرحية توثق حقبة زمنية مهمة في تاريخ الكويت والمنطقة فمن مسرحية فرسان المناخ التي وثق فيها...

عشرة أعوام دون أمي

أقف حائرا لا أجد كلمات أعبر بها عما يجول في خاطري فأطلب منكم العذر ان تاهت حروفي وعجزت  كلماتي عن ايصال المعنى. في فجر يوم مثل هذا اليوم أيقظني صوت هاتفي النقال فأجبت النداء وقلبي يخفق .. ألو .. وعليكم السلام .. الأخ فهد؟ .. نعم .. تفضل الى مستشفى الملك عبدالعزيز .. أمي ماتت؟ .. عظم الله أجرك .. انتهى كان هذا الحوار الذي لا أنسى تفاصيله أتعس حوار أجريته في حياتي .. وقفت لبرهه لا أعلم ماذا أفعل ولكي أكون صادقا معكم أول ما خطر في بالي هو أن أستشير أمي ماذا أفعل؟ خرجت من المنزل بلباس النوم ودون حذاء ولم أستوعب الأمر حتى سمعت صوت أخي وابن عمتي علي يناديني وقد جلب لي حذائي أجلكم الله عشرة أعوام مضت ولازلت أسير تلك اللحظة وذلك الفجر الذي تمنيت لو أنه لم يأتي أبدا عقد من الزمان لم أسمع فيه صوت أمي ولم أقبل يديها ولم استفتح صباحي بدعائها .. أي بؤس ابتليت  هذا الذي ابتليت به ؟  بؤس جعل الحياة كليل سرمدي حالك السواد لا أثر للضوء فيه .. وحري بي أن أقول لكل من كانت أمه على قيد الحياة أخي/أختي كوتوا بجانبها أطول وقت ممكن من أعماركم حتى لا تتحسروا على كل لحظة ضاعت بعيدا عنها بعد ...