عشرة أعوام دون أمي
أقف حائرا لا أجد كلمات أعبر بها عما يجول في خاطري فأطلب منكم العذر ان تاهت حروفي وعجزت كلماتي عن ايصال المعنى.
في فجر يوم مثل هذا اليوم أيقظني صوت هاتفي النقال فأجبت النداء وقلبي يخفق .. ألو .. وعليكم السلام .. الأخ فهد؟ .. نعم .. تفضل الى مستشفى الملك عبدالعزيز .. أمي ماتت؟ .. عظم الله أجرك .. انتهى
كان هذا الحوار الذي لا أنسى تفاصيله أتعس حوار أجريته في حياتي .. وقفت لبرهه لا أعلم ماذا أفعل ولكي أكون صادقا معكم أول ما خطر في بالي هو أن أستشير أمي ماذا أفعل؟
خرجت من المنزل بلباس النوم ودون حذاء ولم أستوعب الأمر حتى سمعت صوت أخي وابن عمتي علي يناديني وقد جلب لي حذائي أجلكم الله
عشرة أعوام مضت ولازلت أسير تلك اللحظة وذلك الفجر الذي تمنيت لو أنه لم يأتي أبدا
عقد من الزمان لم أسمع فيه صوت أمي ولم أقبل يديها ولم استفتح صباحي بدعائها .. أي بؤس ابتليت هذا الذي ابتليت به ؟ بؤس جعل الحياة كليل سرمدي حالك السواد لا أثر للضوء فيه .. وحري بي أن أقول لكل من كانت أمه على قيد الحياة أخي/أختي كوتوا بجانبها أطول وقت ممكن من أعماركم حتى لا تتحسروا على كل لحظة ضاعت بعيدا عنها بعد أن ترحل وغني عن الذكر أن هذه النصيحة تشمل الأب أيضا.
تضاعف سنوات عمري في هذه الفترة أكثر من معدلها الطبيعي ، والمفارقة أن شعر رأسي لم يشيب بل شاب قلبي حتى أيقنت أن هذا ليس أنا الذي كنت قبل سنوات شعله من "المشاكسة" والانطلاق نحو الحياة انكفئت بعد ذلك الرحيل المر كشمعة في ليلة عاصفة كلما أوقدت ذهبت نارها هباء منثوراً
لا أخفيك يا أمي أن العالم بعد رحيلك بات باهتاً تكسوه ثياب الموت التي تلطخها رقع الفرح بين حين وآخر، بات العالم يا أمي موحشا ومتوحشا ولغة الدم هي لغة عقدنا وهي لغة لا تشبهك ولا تعرف إليكِ طريقا
وعزائي وسلوى فؤادي وما يهون الفراق علي أنك بين يدي أرحم الراحمين الذي أسأله جلت قدرته أن يجعل الفردوس الأعلى مستقرا لكِ مع النبيين والصديقين والشهداء
وسوف أبقى على العهد الذي بيني وبينك يا أمي حتى ألقاك في الجنة ان شاء الله
إلى اللقاء يا أم فهد
١٤-١٢-١٤٣١ /١٤-١٢-١٤٤١
أ
في فجر يوم مثل هذا اليوم أيقظني صوت هاتفي النقال فأجبت النداء وقلبي يخفق .. ألو .. وعليكم السلام .. الأخ فهد؟ .. نعم .. تفضل الى مستشفى الملك عبدالعزيز .. أمي ماتت؟ .. عظم الله أجرك .. انتهى
كان هذا الحوار الذي لا أنسى تفاصيله أتعس حوار أجريته في حياتي .. وقفت لبرهه لا أعلم ماذا أفعل ولكي أكون صادقا معكم أول ما خطر في بالي هو أن أستشير أمي ماذا أفعل؟
خرجت من المنزل بلباس النوم ودون حذاء ولم أستوعب الأمر حتى سمعت صوت أخي وابن عمتي علي يناديني وقد جلب لي حذائي أجلكم الله
عشرة أعوام مضت ولازلت أسير تلك اللحظة وذلك الفجر الذي تمنيت لو أنه لم يأتي أبدا
عقد من الزمان لم أسمع فيه صوت أمي ولم أقبل يديها ولم استفتح صباحي بدعائها .. أي بؤس ابتليت هذا الذي ابتليت به ؟ بؤس جعل الحياة كليل سرمدي حالك السواد لا أثر للضوء فيه .. وحري بي أن أقول لكل من كانت أمه على قيد الحياة أخي/أختي كوتوا بجانبها أطول وقت ممكن من أعماركم حتى لا تتحسروا على كل لحظة ضاعت بعيدا عنها بعد أن ترحل وغني عن الذكر أن هذه النصيحة تشمل الأب أيضا.
تضاعف سنوات عمري في هذه الفترة أكثر من معدلها الطبيعي ، والمفارقة أن شعر رأسي لم يشيب بل شاب قلبي حتى أيقنت أن هذا ليس أنا الذي كنت قبل سنوات شعله من "المشاكسة" والانطلاق نحو الحياة انكفئت بعد ذلك الرحيل المر كشمعة في ليلة عاصفة كلما أوقدت ذهبت نارها هباء منثوراً
لا أخفيك يا أمي أن العالم بعد رحيلك بات باهتاً تكسوه ثياب الموت التي تلطخها رقع الفرح بين حين وآخر، بات العالم يا أمي موحشا ومتوحشا ولغة الدم هي لغة عقدنا وهي لغة لا تشبهك ولا تعرف إليكِ طريقا
وعزائي وسلوى فؤادي وما يهون الفراق علي أنك بين يدي أرحم الراحمين الذي أسأله جلت قدرته أن يجعل الفردوس الأعلى مستقرا لكِ مع النبيين والصديقين والشهداء
وسوف أبقى على العهد الذي بيني وبينك يا أمي حتى ألقاك في الجنة ان شاء الله
إلى اللقاء يا أم فهد
١٤-١٢-١٤٣١ /١٤-١٢-١٤٤١
أ
تعليقات
إرسال تعليق