المشاركات

عرض المشاركات من يوليو, 2021

حد الطار .. حد الإبهار

صورة
  بحسبة السنين ما زالت التجربة السينمائية السعودية لم تنتهي من الحبو و ما زالت تتلمس الوقوف والمشي دون سقوط أو مساعدة خارجية بيد أن بعض التجارب التي أطلقها بعض السينمائيين السعوديين تعطي بوادر على الوصول لمرحلة النضج في وقت أقصر مما كنا نتوقع. عبدالعزيز الشلاحي اسم بات اليوم هو الأهم في الساحة السينمائية السعودية على صعيد الإخراج فمنذ أن تعرفت على فنه لأول مرة من خلال فيلم عطوى وصولا لآخر تجاربه فيلم حد الطار كان عبدالعزيز يوحي دائما أنه مختلف ومتطور ويعرف كيف يسرد حكايته ويوظف ذاكرته الحية في هذا السرد فتجد أن ما تراه أمامك يشبه ما تخزنه ذاكرتك كثيرا وهذه نقطة إلتقاء بين الشلاحي والجمهور السعودي أعطته ميزة إضافية عن غيره من المخرجين. جاء فيلم حد الطار كثالث تعاون بين الشلاحي والكاتب مفرج المجفل بعد فيلمي المغادرون والمسافة صفر , وهنا يجب الإشارة إلى نقطة مهمة جدا وهي أن مفرج كاتب متميز تنضج تجربته في عالم السيناريو فيلما بعد آخر ويعرف كيف يطرح قصته ببساطة شديدة وعمق في ذات الوقت وهذا ما جعل قلمه منسجما في روح واحدة مع رؤية الشلاحي الإخراجية فأثمر هذا الإنسجام أفلاما تحصد الإعجاب و...

مذكرات الأيام الرمادية /9

  … نظر سرمد إلى نهاوند وابتسم ابتسامة ساخرة وقال : إن الأمر برمته لا يتعلق بالرغبة وحدها فالرغبة دون قدرة لا تساوي شيئا على الإطلاق و لا أظن أن إنسانا يحب أن يذكر اللحظات السيئة في حياته بيد أن الذكريات تدفع بعضها بعضا فالسيء منها يدفعه الحسن حتى يمحوه لكن في ذاكرتي أنا تحل الذكريات الجميلة كضيف يكره أن يطبق سنة العرب في اكرام ضيوفهم بينما الذكريات السيئة تطبع في ذهني كطباعة كتاب قيم اشترى منه الناس ملايين النسخ! أخرج نهاوند سيجارة من علبة السجائر الخاصة به و أشعلها ثم ارتشف منها رشفة طويلة أخرجها على شكل دخان كثيف وحينما وضع السيجارة بين أصابعه تكلم و قال : طالما أن اللحظات السيئة لا تدفعها اللحظات الجميلة عليك أن تعلن حالة الطوارئ والأحكام العرفية وتتبنى سياسة القتل بالشك دون اليقين و عليك الإستمتاع بلحظات إعدام تلك الذكريات بل و يجب عليك التفنن والإبتكار في طرق الإعدام ضحك سرمد ثم قال يبدو أنك تحت تأثير فيلم عن النازية و أفران هتلر أو أنك منغمس في قراءة حقبة محاكم التفتيش في أوروبا أو ربما أرشدتك قراءتك عن ستالين و موسوليني وغيرهم من السفاحين إلى هذا القول , لا بأس سأناقش فكرتك...