المشاركات

عرض المشاركات من ديسمبر, 2021

قصة الطفل الجولاني

فكرة الرحيل بحد ذاتها فكرة مفزعة للناس لأن الفقد يؤذي أرواح الأحياء ويجرحها جروحا قد لا تبرأ حتى مرور الزمن. هي كذلك حكاية الطفل الجولاني الذي تهجر قسرا بفعل الاحتلال الغاشم عن بلدته في الجولان واستقر به الحال في مخيم للاجئين الفلسطينيين في دمشق  هذا السطر من حكاية الطفل كفيل بقلب حياته رأسا على عقب وربما تحولت نقمته على ضياع أرضه إلى نقمة سلبية تقوده إلى المجهول بيد أن الطفل الجولاني قرر التنفيس عن غضبه بشكل آخر وأنتظر الفرصة المواتية لفعل ذلك. كبر الطفل وأصبح الشاب حاتم علي صاحب الذاكرة التي تكتنز صورا ومشاهد مؤلمة للنازحين من أراضيهم ، وأصواتا يتردد صداها بحكايا المتعبين من المجهول وأخرى مثقله بالهم لكنها تبعث الأمل بقصص التاريخ المجيد الذي بات يرقد بين الورق ولا يزوره إلا القلة من الناس. استجمع حاتم ثقافته وذاكرته الحية كأصول ضخمة ينفق منها على مشروعه الفني بسخاء شديد ودون خوف أو وجل من النضوب. فمن الذاكرة الشعبية وصوت الحكواتي في (مقاهي) الشام طرز لنا حاتم علي حكاية الزير سالم لتخرج بحلة هي الأجمل على الإطلاق من بين تلك التي حاولت أن تحكي لنا الحكاية التي مازالت مرتبطة بإسم حا...

تحطيم الأسطورة

في طفولتي تنقلت بين مدرستين متناقضتين تماما من حيث النظام والطبقة الإجتماعية للطلاب فالمدرسة الأولى يصح تصنيفها من فئة A والأخرى من فئة C . في بداية الأمر ظليت صامتا أراقب الوضع الجديد فكثير من المشاهد التي أصبحت أراها تسجلها ذاكرتي لأول مرة ولم أعتاد عليها في سنوات دراستي الأولى في المدرسة الأخرى. في مدرستي الأولى هنالك طبقتين من الناس وهم المدرسين والتلاميذ أما في الثانية كان الوضع مختلفا بعض الشي فالمدرسين على حالهم الذي أعرفه أما الطلاب فكانوا اكتشافا أراه لأول مرة.  فقد رأيت الزعامة لأول مرة وهي تتجسد أمامي فالطالب فلان أعطاه الله بسطة في الجسم وليس له نفسها في العقل فسخر تلك القوة ليصنع لنفسه مكانة بين التلاميذ تصل لحد أن بعض التلاميذ يخدمونه في بعض الأمور كشراء ما يلزمه من المقصف أو حمل الحقيبة وما شابه ذلك والأعجب من ذلك أن هؤلاء يظلون بعض الطلاب تحت ظلالهم فيصبح فلانا وعلانا محسوبون عليهم فلا يجرؤ أحد على الإحتكاك بهم. أما الفئة الكبرى من الطلاب فهي الفئة الصامتة التي تمشي بجانب الحائط وتخاف أن يكون محسوبا على أحدهم فيهلكون في المتاعب. بقيت أراقب مع الفئة الصامتة وربما تسب...