وداعا يا آغا

ليس من السهل على الانسان فقد أشخاص عاش معهم طويلا وشكلوا جزءً من ذاكرته في طفولته وشبابه أو حتى بعد نضجه وكهولته. ذلك بسام بن أدهم الملا الذي عاش مع الملايين لسنوات طويلة يقاسمهم ليل السهر ومتعة الإجتماعات العائلية وأهداهم أوقاتا جميلة يصعب نسيانها بسام الرجل الدمشقي الذي حمل دمشق بحاراتها وياسمينها وقصص رجالها ونسائها وأطفالها في قلبه وظل يسر بتلك الحكايات للمقربين منه ثم ما لبث حتى أسس لنفسه مدرسة اخراجية خاصة لا تشبه أحدا ولم يستطع تقليدها أحد قائمة تلك المدرسة على لعب دور "الحكواتي" الذي نقله ابن الملا من قهاوي الشام العتيقة حيث الكرسي والمنضدة ورجل يحكي إلى كاميرا تتحرك وشخصيات تتفاعل وموسيقى ترفع نسق الحدث الذي يغذيه بسام بصريا و ثقافيا بالتفاصيل التي مازال يكنزها في قلبه وعقله. من أيام شامية جاءت اللبنة الأولى لحكاية مخرج تخلد اسمه في العقول والقلوب للأبد بفضل موهبته الفذه وحكاياته البسيطة التي تلامس الوجدان دون تكلف أو تعسير. أن تكون مخرجا فذلك أمر وارد أما أن تكون مخرجا نجوميته أكبر من الممثلين فأنت بسام الملا ، نعم مسيرة طويلة لبسام الملا مع الاخراج عمره...