المشاركات

عرض المشاركات من يناير, 2022

وداعا يا آغا

صورة
ليس من السهل على الانسان فقد أشخاص عاش معهم طويلا وشكلوا جزءً من ذاكرته في طفولته وشبابه أو حتى بعد نضجه وكهولته. ذلك بسام بن أدهم الملا الذي عاش مع الملايين لسنوات طويلة يقاسمهم ليل السهر ومتعة الإجتماعات العائلية وأهداهم أوقاتا جميلة يصعب نسيانها بسام الرجل الدمشقي الذي حمل دمشق بحاراتها وياسمينها وقصص رجالها ونسائها وأطفالها في قلبه وظل يسر بتلك الحكايات للمقربين منه ثم ما لبث حتى أسس لنفسه مدرسة اخراجية خاصة لا تشبه أحدا ولم يستطع تقليدها أحد قائمة تلك المدرسة على لعب دور "الحكواتي" الذي نقله ابن الملا من قهاوي الشام العتيقة حيث الكرسي والمنضدة ورجل يحكي إلى كاميرا تتحرك وشخصيات تتفاعل وموسيقى ترفع نسق الحدث الذي يغذيه بسام بصريا و ثقافيا بالتفاصيل التي مازال يكنزها في قلبه وعقله. من أيام شامية جاءت اللبنة الأولى لحكاية مخرج تخلد اسمه في العقول والقلوب للأبد بفضل موهبته الفذه وحكاياته البسيطة التي تلامس الوجدان دون تكلف أو تعسير. أن تكون مخرجا فذلك أمر وارد أما أن تكون مخرجا نجوميته أكبر من الممثلين فأنت بسام الملا ، نعم مسيرة طويلة لبسام الملا مع الاخراج عمره...

مذكرات الأيام الرمادية /10

.. ألقى نهاوند عرضه على طاولة المفاوضات بينه وبين سرمد منتظرا ما تؤل إليه نتائج السؤال الذي تلقفته أذني سرمد للتو (ما رأيك بلحظات مشتركة يكون الجنون فيها سيد الموقف؟) وصل السؤال إلى عقل سرمد وبدأت عملية مسح سريعة للذكريات ظهرت نتيجتها على شفاه سرمد بإبتسامة خفيفة رمقها نهاوند بأعين المراقب للحدث والمنتظر للجواب. استعجل نهاوند الإجابة بقوله (ماذا قررت؟) ليجيب عليه سرمد بعد صمت لم يطل ما رأيك في الرقص؟ وهنا تعدل نهاوند في جلسته وتنحنح ونظر إلى سرمد نظرة ريبة ورد السؤال بسؤال آخر أي رقص تقصد؟ رقصنا الشعبي ؟ أم البالية؟ أم الرقص على وحدة ونص؟ لينفجر سرمد ضاحكا ويقول : اكملها وقل الرقص على الجثث فهذا ما تبقى من أنواع الرقص لم تذكره ! هل جننت ؟ كل ما قصدته تلك الحركات التي يفعلها الانسان فتجعل جسده في حالة عدم اتزان وتعطيه الكثير من السعادة والنشوة. أشر نهاوند بإصبعه ناحية سرمد قائلا له بصوت منخفض : أرجو أن لا يكون ما أفكر به هو الذي تفكر به؟ ليقترب سرمد من نهاوند ويرد عليه بنفس النبرة : ما الذي أفكر به يا ترى؟ ضحك حينها نهاوند وقام بمحاكاة حركة الرقص بيده دون كلام فضحك سرمد حتى سقط على ظهره...