المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر, 2020

مذكرات الأيام الرمادية4 /يوم الميلاد

*مذكرات الأيام الرمادية 4 - الميلاد الجديد* ... قبل ربع قرن قضيت ليلتي الأولى على وجه البسيطة في بطحاء مكة ولا أعرف ان كنت ولدت داخل مستشفى أو داخل بيت مهجور أو إن كنت مولودا على يد طبيب أو قابلة اشتركت في تدبير الجريمة التي أعاني منها حتى اليوم. ولا أخفيك كل ما أرجوه أن أكون في تلك الليلة ضيفا على رخام مسجد أنيق أو حتى على عتبة باب بيت عتيق رغم شعوري بأنني كنت ضيفا على صفيحة قمامة تعج بالقطط التي أصبحت أحبها كثيرا اليوم ربما للأخوة التي نشأت بيننا في تلك الليلة الخالية. تدخل نهاوند في هذه اللحظة بعد أن وضع سيجارته في الطفاية وقال لسرمد لا أرى أثرا للون الرمادي فيما قلت! فرد عليه سرمد قائلا: تمهل و سوف ترى طيفا من الألوان ليس من بينها الأبيض ، على أي حال تم اعطائي اسما وهميا ثلاثي الحروف يدل على أحد مصادر القوة القديمة والتي أصبحت رمزا لدى البعض الآن وقالوا لي انك فلان ابن فلان ابن فلان و أمك فلانه وكل هذا حصل حسب خيال الموظف المسؤول عن حالتي تلك الليلة. وفي الواقع لم أتعايش مع اسمي الذي لا يشبه الأسماء الأخرى في المحيط الذي أعيش فيه فنحن مجتمع يحترم العناوين القوية و يهمش العناوين الض...

مذكرات الأيام الرمادية/3

.. صمت نهاوند وأخرج علبة الدخان من جيبه وأشعل سيجارة دخنها كما لم يدخن من قبل وفي هذه الأثناء كان سرمد ينتظر الجواب على سؤاله هل سيكون نهاوند الأثير الذي ينقل صوته؟ أم يبقى صوته مجهولا في غياهب النسيان إلى الأبد؟ كسر الصمت صوت نهاوند وهو يخاطب سرمد أتعرف لقد سألتني السؤال الذي لم أسئله لنفسي أبدا أو ربما أحببت أن أتجاهله كثيرا وأصدق أمورا أخرى مسلية للنفس أكثر من الحقيقة المرة. ما أنا إلا رجل صوته ينتشر في الفراغ المحيط ثم يرتد على مسامعه متضخما فيظن بأن له صوتا مسموعا لذلك يا صديقي أنا لا استطيع أن أعدك إلا بشيء واحد فقط وهو قلمي فلا أملك سلطة عليا على صوت في العالم سوى صوت قلمي أقمعه تارة وأطلق له العنان تارة أخرى فما قولك أنت الآن؟ تغجب سرمد مما سمع واستعاد اللقاء الأول الذي جمعه بنهاوند وفي تلك الأثناء عرّف نهاوند عن نفسه وكأنه رجل مؤثر وله صوته وسلطته القادرة على اختراق الصفوف والجماهير. ثم ابتسم سرمد ابتسامة فهمها نهاوند وكأنها توحي بالسخرية منه ثم قال : اتفقنا فليكن قلمك هو لساني وصوتي  هنا نظر نهاوند الى صاحبه نظرة طويلة ثم قال لا بأس دعنا ننصرف الآن قبل أن يدركنا وقت الحظر...

مذكرات الأيام الرمادية /2

...طوال طريق العودة ظل نهاوند يفكر فيما حدث منذ بضع دقائق و ظن لوهلة أن الأمر مجرد حلم عابر سينتهي بعد لحظات حينما يستيقظ ويجد نفسه على سريره وكأن شيئا لم يكن. أما على الضفة الأخرى لم يبالي سرمد كثيرا بما حدث  انما قاد سيارته بسرعة فائقة على انغام المقطوعة الشهيرة لرامين جوادي (صراع العروش). وكأن هذا المشهد يعبر عن العلاقة التي ستجمع الغريبين سرمد ونهاوند وبطبيعة الحال لن تكون صراعا على العرش انما صراعا سيقود كل طرف لإكتشاف الآخر أو على الأقل الاقتراب من حقيقته إلى حد كبير. بات الفضول ينهش نهاوند من كل اتجاه وترك كل ما يشغله وصب تفكيره على ذلك الرجل الذي لا يعرف عنه سوى أنه مجهول ولا بد و أن يتقصى حوله حتى يجد الحقيقة كاملة او حتى نصفها فالمهم الآن لديه أن يعرف من هو المجهول. و لكي تفك طلاسم ذلك اللقاء كان لابد من موعد يجمع الغريبين ليدلو كل واحد منهم بدلوه فما كان من نهاوند إلا المبادرة بطلب اللقاء مع سرمد الذي مازال حتى اللحظة لا يعرف اسمه متسلحا بجرأة الصحفي الذي يريد أن يصنع خبرا مثيرا يُكتب بالبنط العريض ويُحدث بلبلة في المجتمع. اتصل نهاوند بسرمد واتفقا على اللقاء في صبيحة الي...

مذكرات الأيام الرمادية

لم يكن اللقاء بين "سرمد" و الصحافي الطامح للمجد "نهاوند" كما يلقب نفسه عاديا ولهذا اللقب قصة حيث اختاره الصحفي بسبب عدم معرفته بالموسيقى فأحب أن يكمل صورته الشاعرية بهذا اللقب الذي يعطي انطباعا لدى المتلقي مفاده أن ذلك الصحفي ذو الشخصية اللافتة يتمتع بالعمق الشديد حتى في أدق تفاصيله. حسنا لقد عرفنا بنهاوند رغم أن الإثارة برمتها تكمن في قصص سرمد الذي جمعه القدر بنهاوند في يوم من أيام الحجر المنزلي الذي فرضته جائحة كورونا فأغتنم الإثنان ساعات النهار لقضاء احتياجاتهما وقبيل الوصول إلى "السوبر ماركت" اصطدمت سيارة سرمد بمؤخرة سيارة نهاوند وتوتر الموقف وأصبح الصوت يعتلي من داخل السيارات دون تواجه حرصا منهم على التباعد الإجتماعي ! لله درهما هكذا الحرص أو فلا. هدأت وتيرة الأمور واستقرت وجاء نجم ليفصل بينهما و تمت الأمور على خير وهنا بدأ اللقاء يذهب إلى الود بعد مرور عاصفة الغضب التي استمع لها المارة و لم يكن هنالك متجمهرين لذات السبب الذي منع المتصادمين من النزول!. عرف نهاوند بنفسه وبادر بالقول مرحبا أنا نهاوند صحفي وشاعر وكاتب قصص فرد سرمد أهلا أنا لدي قصة هل انت...