مذكرات الأيام الرمادية4 /يوم الميلاد
*مذكرات الأيام الرمادية 4 - الميلاد الجديد*
... قبل ربع قرن قضيت ليلتي الأولى على وجه البسيطة في بطحاء مكة ولا أعرف ان كنت ولدت داخل مستشفى أو داخل بيت مهجور أو إن كنت مولودا على يد طبيب أو قابلة اشتركت في تدبير الجريمة التي أعاني منها حتى اليوم.
ولا أخفيك كل ما أرجوه أن أكون في تلك الليلة ضيفا على رخام مسجد أنيق أو حتى على عتبة باب بيت عتيق رغم شعوري بأنني كنت ضيفا على صفيحة قمامة تعج بالقطط التي أصبحت أحبها كثيرا اليوم ربما للأخوة التي نشأت بيننا في تلك الليلة الخالية.
تدخل نهاوند في هذه اللحظة بعد أن وضع سيجارته في الطفاية وقال لسرمد لا أرى أثرا للون الرمادي فيما قلت!
فرد عليه سرمد قائلا: تمهل و سوف ترى طيفا من الألوان ليس من بينها الأبيض ، على أي حال تم اعطائي اسما وهميا ثلاثي الحروف يدل على أحد مصادر القوة القديمة والتي أصبحت رمزا لدى البعض الآن وقالوا لي انك فلان ابن فلان ابن فلان و أمك فلانه وكل هذا حصل حسب خيال الموظف المسؤول عن حالتي تلك الليلة.
وفي الواقع لم أتعايش مع اسمي الذي لا يشبه الأسماء الأخرى في المحيط الذي أعيش فيه فنحن مجتمع يحترم العناوين القوية و يهمش العناوين الضعيفة والمصيبة أنني عشت دون عنوان و ليس لدي أجابة على سؤال تردد علي كثيرا من أين أنت؟ ربما لو أجبت بأنني ولدت على رخام أنيق سأكسر بعض الخجل من الإجابة.
ثم قررت أن أسمي نفسي وبعد بحث طويل اخترت اسم سرمد لأن معناه يشبهني فأنا لا أنتمي لبداية محددة ولا نهاية لما أنا فيه و أصبحت أحتفل بعيد ميلادي بناء على اليوم الذي سميت فيه سرمد وليس بناء على التاريخ الذي كُتب في شهادة الميلاد فهو تاريخ وهمي يشبه تاريخ 1/7 الذي يشترك فيه معظم الجيل القديم من الآباء والأمهات في السعودية غير انهم يعرفون من هم وينتمون إلى عالمهم الأصلي وأنا لا أشبههم في هذه النقطة.
هنا تنهد نهاوند وقال من الجميل أنك وضعت لنفسك بداية جديدة معلومة وليست مجهولة ، حسنا أخبرني بتاريخ ميلادك لعلك تحظى بكيكة مني احتفالا بسرمد وبالمناسبة لم أفعلها من قبل حتى لنفسي (يضحك)
حينما سميت نفسي أحببت أن اختار التوقيت في الشتاء حيث الليل الطويل الذي احبه كثيرا وأعتبره صديقي الوفي الذي أشكي له همي دون قيود فيكتم أسراري للأبد لذلك أخترت اليوم الأول من شهر يناير ليكون يوم ميلادي الجديد بدلا من اليوم الوهمي المكتوب في شهادة الميلاد ... يتبع
تعليقات
إرسال تعليق