عامر خان الذي أخذني إلى الهند

لو سألتني قبل سنوات قليلة عن السينما الهندية سوف أجيبك مباشرة بضحكة ساخرة تتبعها عبارات من نوعية (سيارات تطير و رجال ما تموت وحبال تتكلم) هذه ليست سينما للباحثين عن تذوق الفن السابع انما عبث يعجب الذين لا يفقهون في السينما أي شيء
وها أنا اليوم أعترف بأنني كنت على قدر كبير من السذاجة و الإعتداد بالرأي السقيم المبني على ما سمعت من الآخرين وليس على ما شاهدته وكما تعلمون نحن نحب اطلاق الأحكام بناء على ما "سمعنا" وهذا ما يعطينا شعور بالأريحية و عدم تأنيب الضمير لأننا لم نخرج عن سياق (القط****ع).
قبل سنوات قليلة ارسل لي أحد الأصدقاء فيلما اسمه (pk) بطله يدعى عامر خان ولا أخفيكم أنني استثقلته تماما لأنني أجهل بوليود ولا أعرف من هو عامر خان.
حتى أقنعني الرجل بمشاهدة الفيلم ففعلت ذلك وفي كل دقيقة تمر من الفيلم كنت ألوم نفسي وأوبخها على سذاجتي لأنني تأخرت كثيرا حتى رأيت هذا الجمال السينمائي الذي أخذني إلى عالم لم اقوى على مقاومته اطلاقا.
بعد ذلك الفيلم العظيم وجدت نفسي أبحث عن ما قدمه عامر خان فوجدت لدى الرجل جواهر سينمائية ثمينة جدا مثل الفيلم الذي غير موازين بوليود (لاجان ،حدث ذات مرة في الهند) والعديد من الأفلام الرائعة لعامر أو غيره من النجوم ومنذ ذلك اليوم عرفت بأن الهند تملك صناعة سينمائية فيها ما هو جاد وجدير بالإحترام وفيها العديد من الممثلين المحترفين والذين لا يقلون عن أقرانهم في أي مكان في العالم.
ومن ذلك الوقت وجدت نفسي مغرما بالسينما الهندية وأبحث عن نجومها وأعمالهم القيمة التي اطلعت من خلالها على الهند وتعرفت على ثقافتها وأزياءها وألوانها وموسيقاها و عاداتها وتقاليدها وحتى بعض الكلمات من لهجاتها المختلفة من خلال السينما التي قدمت لي كل هذا بشكل ساحر جاذب يجعلني في كل مرة أبحث عن المزيد من هذه الصناعة التي وُجدت لتحفظ تراث الإنسان حتى وإن رحل عن الدنيا.
قبل الختام
جماليات السينما ليست محصورة في الانتاج الضخم والإبهار البصري انما تفاصيل المكان و المجتمع و القصة النابعة من حكايا الناس بأفراحها وأتراحها هي أكثر ما يجذبني إلى الفيلم بعيدا عن روعته تقنيا وإن كانت التقنية الممتازة باتت ضرورة ولكن العمل الصادق يصل الى القلوب مباشرة مهما كانت عيوبه فالسينما ليست هوليود فقط بل كل مجتمع في الدنيا لديه ما يقوله بأسلوبه من خلال السينما
الختام
شكرا يا صديقي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هوبال: فلسفة النجاة بالهلاك

لماذا يا عنز الشعيب؟

قصة قصيرة : وجبة كاملة الدسم