العاقل المجنون
الإبتكار هو فن من فنون الخروج عن المألوف والتي لا يجيدها كثير من الناس ، فالمبتكرون والمفكرون "خارج الصندوق" قلة في عالمنا ويتصدرون المشهد ويحوزون على الأولوية غالبا.
في عالم الدراما "تربينا" و "كبرنا" على أنواع معينة ومكررة من قوالب "القصص" التي لم تخرج من خيارات ضيقة جدا.
الصراع بين "الخير" و "الشر" هو أقدم وأكثر صراع تناوله الكتاب والفنانون العرب منذ نشأة الفن في المنطقة العربية وتم تكريس صورة "الشرير الذي يشبه إبليس" في مقابل "الطيب الذي يشبه الملائكة" في أذهاننا وباتت النهايات في السواد الأعظم مما شاهدنا من أعمال تنتصر للطيب الملائكي.
لكن في الأعلى أخبرتكم ان المبتكرون قلة ودائما ما تكون لهم الأولوية والريادة ، فتاعلوا معي أخبركم عن قصة "مبتكر" ومعاونيه.
"يوسف الشريف" هو فنان صعد إلى سلم النجومية ببطئ ودون أن يقفز "مراحل النضج" التي شكلت منه فنانا مهما لا يشبه إلا نفسه يسير على نهج و طريق لا يسير فيه إلا هو.
الصراع بين "الخير" و "الشر" كان يتبلور في مخيلة الشريف بطريقة مبتكرة ، وكان لا بد للفكرة من صانع ماهر فكان "قلم" عمرو سمير عاطف هو "الريشة" التي أستطاعت أن ترسم "خيال" الشريف بدقة شديدة.
"الصياد" و "كفر دلهاب" نموذجين من إبتكارات "الشريف" دار الصراع فيهما بين "الخير" و "الشر" بأشكال و رؤى مختلفة.
فحكاية الصياد التي أخرجها "أحمد مدحت" أخذتنا إلى عالم آخر من التفكير في مصير الشخصيات مع كل حدث طارئ وللأسف الشديد غالبا ما يكون "تخميننا" خاطئ.
جناح الشر الذي مثله "الرائد سيف عبدالرحمن" كان مقابل جناح الخير الذي مثله "النقيب فيصل غلاب"
فعشنا مع صراع الضابطين حاله من "التوهان" والغموض الذي لا يوصلنا إلا إلى "غموض" آخر!!
ولكن عند "فك" آخر عقدة في الحكاية وجدنا أطراف الصراع يتبادلون الأدوار لغاية في "نفس" كل منهما!!
كان إخراج أحمد مدحت في هذا العمل ممتازا بشكل عام رغم أنني لم أحب إخراجه لبعض المشاهد.
إذا تعالوا لأخبركم عن عالم الجنون الآخر في حكاية "كفر دلهاب" ثم سأخبركم عن "جو" ومن معه حسب وجهة نظري.
في "كفر دلهاب" قصة مليئة بالدماء و الثأر والإنتقام ويملك "خيوطها" رجل جاء من خارج "الكفر" ليبدأ رحلته مع أهل ذلك المكان .
"الجهل" و الإيمان "بالخرافات" و كرامات "الأولياء" كانت هي المفاتيح التي حرك بها ذلك الرجل أهل ذلك المكان كأحجار الشطرنج.
"الخير" و "الشر" في حكاية "عمرو" هذه المرة ذهب نحو منحى "سياسي" و كان اسقاطا "واضحا" على أحوال "مصر" في السنوات الأخيرة وربما كان "دلهاب" يمثل "الجهات" التي حاولت ومازالت تحاول ان تزعزع أمن مصر.
عدسة أحمد نادر جلال كانت في قمة عنفوانها وهي ترصد لنا مشاعر الخوف والحزن والفرح وتتركنا نعيش ونسرح بخيالنا نحو ما نشاهده وربما يمكننا القول ان احمد جلال استعرض مهاراته وفرد عضلاته في هذا العمل.
*قبل الختام*
يوسف الشريف ممثل لا نستطيع أن نصنفه فلا هو بالممثل شديد التقمص ولا هو الممثل الذي تطغى شخصيته على الدور ولكنه يقف في المنتصف بين هذه وتلك وأبرز ما يميزه كممثل "هدوءه" الغير مصطنع .
أما ما يميزه "كنجم" هو ثقته بنفسه وإستعانته بالقدرات التي تساويه ولا يخشى أن "تسحب" البساط من تحته.
في الصياد كان أحمد صفوت في قمة تألقه وفي كفر دلهاب أخذ محمد رياض المكان الذي يستحقه وأكملت روجينا سنوات "تألقها" بأداء عظيم.
ولا ينسى "جو" الإستعانة بنجوم الماضي فحضر سناء شافع بدور محوري رغم قلة ظهوره في الصياد
والمساحة التي حصل عليها هادي الجيار في كفر دلهاب أظهرته بشكل لم يظهر به منذ زمن.
ولا أنسى "الجوكر" الرابح في العملين "صفاء الطوخي" فما بين شخصية من بنات أفكار سيف عبدالرحمن في الصياد إلى إمرأة قاتلة ومتسلطة في كفر دلهاب كان أداء صفاء يزداد جمالا وخبرة.
وكانت نتيجة تراكم "الإبتكارات" والإستعانة "بالنجوم "لصناعتها" تصدر "يوسف الشريف" المشهد الدرامي بلا منازع.
*الختام*
متعة
في عالم الدراما "تربينا" و "كبرنا" على أنواع معينة ومكررة من قوالب "القصص" التي لم تخرج من خيارات ضيقة جدا.
الصراع بين "الخير" و "الشر" هو أقدم وأكثر صراع تناوله الكتاب والفنانون العرب منذ نشأة الفن في المنطقة العربية وتم تكريس صورة "الشرير الذي يشبه إبليس" في مقابل "الطيب الذي يشبه الملائكة" في أذهاننا وباتت النهايات في السواد الأعظم مما شاهدنا من أعمال تنتصر للطيب الملائكي.
لكن في الأعلى أخبرتكم ان المبتكرون قلة ودائما ما تكون لهم الأولوية والريادة ، فتاعلوا معي أخبركم عن قصة "مبتكر" ومعاونيه.
"يوسف الشريف" هو فنان صعد إلى سلم النجومية ببطئ ودون أن يقفز "مراحل النضج" التي شكلت منه فنانا مهما لا يشبه إلا نفسه يسير على نهج و طريق لا يسير فيه إلا هو.
الصراع بين "الخير" و "الشر" كان يتبلور في مخيلة الشريف بطريقة مبتكرة ، وكان لا بد للفكرة من صانع ماهر فكان "قلم" عمرو سمير عاطف هو "الريشة" التي أستطاعت أن ترسم "خيال" الشريف بدقة شديدة.
"الصياد" و "كفر دلهاب" نموذجين من إبتكارات "الشريف" دار الصراع فيهما بين "الخير" و "الشر" بأشكال و رؤى مختلفة.
فحكاية الصياد التي أخرجها "أحمد مدحت" أخذتنا إلى عالم آخر من التفكير في مصير الشخصيات مع كل حدث طارئ وللأسف الشديد غالبا ما يكون "تخميننا" خاطئ.
جناح الشر الذي مثله "الرائد سيف عبدالرحمن" كان مقابل جناح الخير الذي مثله "النقيب فيصل غلاب"
فعشنا مع صراع الضابطين حاله من "التوهان" والغموض الذي لا يوصلنا إلا إلى "غموض" آخر!!
ولكن عند "فك" آخر عقدة في الحكاية وجدنا أطراف الصراع يتبادلون الأدوار لغاية في "نفس" كل منهما!!
كان إخراج أحمد مدحت في هذا العمل ممتازا بشكل عام رغم أنني لم أحب إخراجه لبعض المشاهد.
إذا تعالوا لأخبركم عن عالم الجنون الآخر في حكاية "كفر دلهاب" ثم سأخبركم عن "جو" ومن معه حسب وجهة نظري.
في "كفر دلهاب" قصة مليئة بالدماء و الثأر والإنتقام ويملك "خيوطها" رجل جاء من خارج "الكفر" ليبدأ رحلته مع أهل ذلك المكان .
"الجهل" و الإيمان "بالخرافات" و كرامات "الأولياء" كانت هي المفاتيح التي حرك بها ذلك الرجل أهل ذلك المكان كأحجار الشطرنج.
"الخير" و "الشر" في حكاية "عمرو" هذه المرة ذهب نحو منحى "سياسي" و كان اسقاطا "واضحا" على أحوال "مصر" في السنوات الأخيرة وربما كان "دلهاب" يمثل "الجهات" التي حاولت ومازالت تحاول ان تزعزع أمن مصر.
عدسة أحمد نادر جلال كانت في قمة عنفوانها وهي ترصد لنا مشاعر الخوف والحزن والفرح وتتركنا نعيش ونسرح بخيالنا نحو ما نشاهده وربما يمكننا القول ان احمد جلال استعرض مهاراته وفرد عضلاته في هذا العمل.
*قبل الختام*
يوسف الشريف ممثل لا نستطيع أن نصنفه فلا هو بالممثل شديد التقمص ولا هو الممثل الذي تطغى شخصيته على الدور ولكنه يقف في المنتصف بين هذه وتلك وأبرز ما يميزه كممثل "هدوءه" الغير مصطنع .
أما ما يميزه "كنجم" هو ثقته بنفسه وإستعانته بالقدرات التي تساويه ولا يخشى أن "تسحب" البساط من تحته.
في الصياد كان أحمد صفوت في قمة تألقه وفي كفر دلهاب أخذ محمد رياض المكان الذي يستحقه وأكملت روجينا سنوات "تألقها" بأداء عظيم.
ولا ينسى "جو" الإستعانة بنجوم الماضي فحضر سناء شافع بدور محوري رغم قلة ظهوره في الصياد
والمساحة التي حصل عليها هادي الجيار في كفر دلهاب أظهرته بشكل لم يظهر به منذ زمن.
ولا أنسى "الجوكر" الرابح في العملين "صفاء الطوخي" فما بين شخصية من بنات أفكار سيف عبدالرحمن في الصياد إلى إمرأة قاتلة ومتسلطة في كفر دلهاب كان أداء صفاء يزداد جمالا وخبرة.
وكانت نتيجة تراكم "الإبتكارات" والإستعانة "بالنجوم "لصناعتها" تصدر "يوسف الشريف" المشهد الدرامي بلا منازع.
*الختام*
متعة
تعليقات
إرسال تعليق