عقلية "الإريل" وجيل نتفليكس

في زمن مضى كانت وسائل الإعلام محدودة جدا وهذا ما جعل من يظهر فيها ينال شهرةً واسعة مهما كانت قدراته ومواهبه لأن كل من في البيوت يتابعه و بطبيعة الحال نال الممثلون النصيب الأكبر من تلك المتابعة فمهما كانت مستويات أعمالهم فإنها تحصد متابعة جيدة والسبب الرئيسي في ذلك عدم وجود خيارات أخرى للمشاهدة.
وحتى مع انتشار الفضائيات استمر استقطاب نجوم القنوات الحكومية ليقدموا ذات الأعمال بذات الأفكار وربما بجودة أقل واستمروا يحصدون المتابعة مما أوقعهم في وهم كبير يتمثل في أنهم مهما فعلوا فلن يفشلوا وأعتقدوا أنهم استطاعوا "القبض" على مفاتيح المشاهد وبإستطاعتهم برمجته كيفما شاؤوا.
ولكن الصورة القبيحة التي "تجملها" ألوان زائفة لن تصمد طويلا وسوف يأتي من يزيل تلك الألوان ليكشف عن ذلك القبح الذي يسكن كل تفاصيل الصورة بلا خجل.
 وهذا ما فعله الانترنت ومنصات البث العالمية التي تعرض أجود الأعمال الفنية من كل بقاع العالم واستطاعت بكل سهولة أن تجذب المشاهد السعودي لها لأنه وجد فيها من المتعة البصرية والسردية مالم يراه في الإنتاج المحلي.
ولكن صناع الدراما في ٢٠٢٠ لايزالون يعملون بعقلية القنوات الحكومية ويعتقدون اعتقادا جازما أنهم في مكانة أكبر من النقد فلذلك لاعجب أن يتحفنا الفنان ناصر القصبي الذي يعده البعض الفنان الأكثر تأثيرا في المملكة والخليج بعملٍ اجتمعت فيه كل أركان الفشل الفني فالكاتب لن أقول بأنه يكرر نفسه لأننا لم نراه نفسه حتى الآن بل ما زال يقتات على موائد السوشل ميديا بلا زيادة أو نقصان ومخرج لم يحقق أي نجاح في مسيرته ولو لم يرتبط اسمه بأعمال القصبي لما عرفه أحد وذات الوجوه المكررة لازال القصبي متمسك بها منذ أن هجر طاش قبل عقد من الزمان.
والجميل في الموضوع هذه المرة أن الانتقاد لهذا العبث كان أعلى من بكثير من تلك "الطبطبة" التي أعتاد القصبي أن يجدها من الجمهور والنقاد في السنوات الماضية وكأنه رجل كامل لا يخطئ!
مازال لدي قليل من الأمل بأن يستفيق القصبي من أوهامه ويغير الوجوه التي تعمل معه لعله يقدم شيئا يعيد له البريق الذي فقده منذ مدة والأهم من ذلك أن يعلم يقينا أن ما يقدم لجيل "نتفليكس" لا يجب أن يشبه ماكان يقدم لجيل "الإريل".
قبل الختام
مازال العمل الدرامي السعودي خارج المنافسة الحقيقية لأن ذات العقليات هي من تدير المشهد منذ سنوات طويلة جدا ولا يعرف جيلنا وجوها غير وجوههم فلا بد عليهم أن يتنحوا جانبا ان لم يكن من أجل من اعطاء الفرصة للأجيال الجديدة فليكن ابتعادهم خجلا من مستوى ما يقدمونه وينتجونه من أعمال لا يتجاوز مستواها مستوى مسرحيات الأندية الصيفية.
وأنا متيقن أن الجيل الحالي قادر على صناعة دراما سعودية جيدة جدا وتستطيع أن تثبتها حضورها على الأقل محليا متى ما أتيحت لهم الفرصة كاملة وهنالك العديد من الأعمال الجيدة التي لم يتدخل "ديناصورات" الدراما في انتاجها استطاعت أن تحصد مشاهدة جيدة وثناء من الجمهور على مستواها مثل مسلسل دون ومسلسل أم القلايد.
االختام
تعبئة فراغ

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هوبال: فلسفة النجاة بالهلاك

لماذا يا عنز الشعيب؟

قصة قصيرة : وجبة كاملة الدسم