مذكرات الأيام الرمادية
لم يكن اللقاء بين "سرمد" و الصحافي الطامح للمجد "نهاوند" كما يلقب نفسه عاديا ولهذا اللقب قصة حيث اختاره الصحفي بسبب عدم معرفته بالموسيقى فأحب أن يكمل صورته الشاعرية بهذا اللقب الذي يعطي انطباعا لدى المتلقي مفاده أن ذلك الصحفي ذو الشخصية اللافتة يتمتع بالعمق الشديد حتى في أدق تفاصيله.
حسنا لقد عرفنا بنهاوند رغم أن الإثارة برمتها تكمن في قصص سرمد الذي جمعه القدر بنهاوند في يوم من أيام الحجر المنزلي الذي فرضته جائحة كورونا فأغتنم الإثنان ساعات النهار لقضاء احتياجاتهما وقبيل الوصول إلى "السوبر ماركت" اصطدمت سيارة سرمد بمؤخرة سيارة نهاوند وتوتر الموقف وأصبح الصوت يعتلي من داخل السيارات دون تواجه حرصا منهم على التباعد الإجتماعي ! لله درهما هكذا الحرص أو فلا.
هدأت وتيرة الأمور واستقرت وجاء نجم ليفصل بينهما و تمت الأمور على خير وهنا بدأ اللقاء يذهب إلى الود بعد مرور عاصفة الغضب التي استمع لها المارة و لم يكن هنالك متجمهرين لذات السبب الذي منع المتصادمين من النزول!.
عرف نهاوند بنفسه وبادر بالقول مرحبا أنا نهاوند صحفي وشاعر وكاتب قصص فرد سرمد أهلا أنا لدي قصة هل انت مستعد لكتابتها؟ وقبل أن أكمل الموقف يجب أن أشير إلى أنهم تواجهوا وجها لوجه مع تطبيقهم للإحترازات الصحية! يالهم من مواطنين صالحين.
نظر نهاوند لسرمد مندهشا فأنزل كمامته من على أنفه وقال له سألتك عن أسمك ولم تجبني فكيف أكتب قصة أجهل من هو بطلها؟
هنا أيضا قام سرمد بإنزال الكمامة عن أنفه حتى تتساوى الرؤوس والمقامات وعبر بطريقة عبثية وبصوت مليء باللامبالاة .. اسمع .. سوف تعرف اسمي في ثنايا القصة و من أجل حسن النوايا سأخبرك بأمر أنا لم أختر شيئا في حياتي حتى اسمي الذي تسألني عنه الآن! .. أنا كائن خُلق والجهل بحقيقته يلازمه من كل اتجاه .. ما رأيك في هذا التعريف المختصر؟ حسنا سمني ما شئت!
في تلك اللحظات صمت نهاوند قليلا ثم أشعل سيجارته وبدأ يفتل شاربه العريض وقال: كل شيء في هذا اليوم عبثي و لا أخفيك أن فضولي بات شديدا لأعرف من أي المجاهيل أنت ، مجهول له قيمة في النهاية أو يبقى على حاله مجرد شكل لا يغير الكثير في المعادلة؟
هنا نسي الإثنان أمر الحادث وتبادلا أرقام الهواتف في مشهد عبثي لا يتكرر وبدأ كل واحد منهم يحاول البحث عن حقيقة الآخر وفي ذات الوقت شعر الإثنان أن ما حدث مجرد لقاء عابر يشبه تلك اللقاءات التي تتم في التجمعات و تنتهي بتبادل الكروت الشخصية ثم النسيان.
والطريف في الأمر أن سرمد ونهاوند لم يذهبا "للسوبر ماركت" بل عاد كل منهم من حيث أتى خالي الوفاض إلا مما حدث في تلك الساعة الغريبة ابتداء بالصدام وإنتهاء بتبادل الأرقام ... يتبع
ههههههه اتتوق شوقا لحروفك ما بعد (يتبع)
ردحذفاستمر لله درك
الله عليك يبو مرزوق ❤️
ردحذف