مذكرات الأيام الرمادية /5

.... أنهى نهاوند المكالمة مع سرمد بعد أن تواعدا على لقاء قريب يجمع بينهما، وهنا بد نهاوند يصيغ ما سمعه من سرمد على شكل يوميات قصيرة قام بنشرها على أحد المواقع المهتمة بهذا النوع من الأدب تحت مسمى " الرجل الذي يبحث عن الضوء" وبدأت تحصد هذه القصاصات متابعة جيدة من الناس وتفاعل لا بأس به.
بعد أيام انقضى الحجر الكلي في المملكة وبات لديهم الحرية الكاملة لعقد اللقاءات في الأماكن العامة فأتفقا على اللقاء في أحد المقاهي في حي العوالي 
جاء اللقاء الثاني بينهما وجها لوجه باردا تحدث فيه سرمد قليلا بينما آثر نهاوند الصمت وظل يراقب حركات وسكنات سرمد التي لفتت نظره بشدة.
وبعد لحظات صمت عجيبة تكلم سرمد دون سابق إنذار وقال لو أنني ألتقي بمن ظلمني يوما ما أو أهانني سوف أجتاحه ولن ارحمه وسوف أهشم رأسه وكل عظمة بارزة أو خفية في جسمه وهنا لم ينطق نهاوند ولم يبدي أي ردة فعل بل أصبح وجهه بلا ملامح كأقنعة الوجه المحايد في المسرح!
و لوهلة نسي نهاوند انه في مقهى لا يجيز لزبائنه التدخين ولم ينتبه إلا حينما وبخه النادل على اشعال السيجارة وطالبه بإطفاءها فورا أو مغادرة المكان 
فأعتذر نهاوند للنادل عن تصرفه حيث كان في تلك اللحظات في غيوبة مؤقتة بسبب ما سمعه من سرمد ثم استفاق و رد على صاحبه بالقول لاحظت أنك مشتت الانتباه وتصدر ردات فعل ليست في مكانها هل تعاني من شيء؟
ضحك سرمد ضحكة مشتتة ثم نظر إلى نهاوند بنظرة مريبة وضرب الطاولة بيده ضربة قوية لفتت أنظار الجالسين في المقهى وقال نعم أنا أعاني من مرض نفسي ... يتبع

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هوبال: فلسفة النجاة بالهلاك

لماذا يا عنز الشعيب؟

قصة قصيرة : وجبة كاملة الدسم