عمر السومة .. الرهان الرابح

الظروف الصعبة مفترق طرق قد تؤدي بالمرء إلى التهلكة و قد تذهب به إلى مجد عظيم.
وبطل قصتنا مر بظرف كان من الممكن أن يقضي عليه ولكن ارادة الله ومن ثم اصراره ذهبوا به نحو طريق أوصله إلى مجد لا يمحى و أسطورة لا تنسى وسطوة قل مثيلها.
عمر جهاد السومة شاب سوري عشق كرة القدم وحينما أراد أن يكتب أول سطور حكايته معها انفجرت بلده سوريا وتحولت إلى بركان لا يخمد من الحمم التي مزقت الأجساد والأحلام إلى أشلاء متناثرة وكان من الممكن أن تقضي على عمر قبل أن يبدأ.
ولكن أرادة الله ارسلت لإبن "دير الزور" طوق النجاة الذي عبر به أمواجا متلاطمة قذفته على شاطئ القادسية الكويتي ليعيد كتابة سطور مسيرته من جديد.
سنوات قضاها السومة في القلعة الصفراء كانت كفيلة بصقل موهبته وشخصيته ليكون جاهزا لتحديات أكبر من التي واجهها.
وفي صيف العام ٢٠١٤ كان العالم يتحدث عن سبعة ألمانيا في البرازيل وعضة سواريز في المونديال لذلك لم يكن وصول السومة إلى عروس البحر الأحمر مدويا انما كانت بعض الأصوات تقول كيف يتعاقد الأهلي مع لاعب سوري مغمور و زهيد الثمن ؟
ثم ماذا حدث بعد ذلك؟ حدثت أشياء برهن فيها "العقيد" السوري أن اصحاب الأثمان الباهضة ما هم إلا بوابة عبور يمر منها عمر ليصنع الأفراح في مدرجات الأهلي
عمر السومة الرهان الذي كسب به الأهلي جميع ما كان يحلم به فبعد غياب ثلاثة عقود روض لهم بطولة الدوري بأرقام استثنائية وجمع معها كأس الملك والسوبر و وصافة كأس ولي العهد في موسم لا يمحى من الذاكرة الأهلاوية.
عمر السومة لم يصنع ربيع الأهلي فحسب بل صنع ربيعا للدوري السعودي برمته كيف لا وهو اليوم الهداف الأعظم للمسابقة في عهد المحترفين بمئة وسبعة وعشرون هدفا خلال ستة مواسم حقق في نصفها لقب هداف الدوري تواليا.
ان عمر السومة بالنسبة للكورة السورية كجورج ويا في ليبيريا فمهما تعددت النجوم فلابد للتاريخ أن يبدأ به وبالنسبة للكرة السعودية صفحة من أمهات الصفحات الكبرى في تاريخها.
ولعل أهم ما كسبه عمر السومة محبة جميع الجماهير الرياضية بمختلف ميولها بسبب أخلاقه العالية واحترامه الشديد للجميع  وعلى الرغم من أنه لا يوجد شبكة لم تتوجع بأهدافه إلا أنه من القلائل الذين ينالون التصفيق والتحية من جماهير الخصم حتى وهو يسجل في مرماهم
*الختام*
تاريخي

تعليقات

  1. الله يوفقك مقال صادق و معبر ويستحق عمر السومه هذا الاشادة

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هوبال: فلسفة النجاة بالهلاك

لماذا يا عنز الشعيب؟

قصة قصيرة : وجبة كاملة الدسم