كيس دهني
لست طبيبا لكي أعرف مصطلح (الكيس الدهني) تعريفا علميا دقيقا ولكن حسب مصادر السيد جوجل قد جاء التعريف بعد أن اختصرته (نتوء يتكون تحت الجلد) والنتوء حسب المعاجم هو مازاد في الشيء زيادة غير مألوفة وغالبا ما يأتي مشوها للمنظر
تلك المقدمة ماهي إلا تمهيد لقصة عانى منها شخص ما بسبب نتوء يسمى (كيس دهني) اختار أن يستقر في أكثر مناطق الجسم حساسية حتى يتسنى له البقاء طول العمر ولا تطاله مشارط الجراحين حيث بدا لي أن ذلك (الكيس) لا يحب الترحال والتنقل ويفضل الروتين الواحد لذا لم يجد أنسب من النخاع الشوكي مسكنا له.
وعلى النقيض من الكيس البغيض فإن صديقي رجل يحب الترحال و قضاء الأوقات الممتعة بالتنقل هنا وهناك , ويحب السير في الأزقة القديمة و التسوق في الأسواق الشعبية و ممارسة كرة القدم في الملاعب الترابية بيد أنه بأمر ذلك (الكيس) استوطن السرير و جلس على الكرسي المتحرك و افتقد كثيرا من الهوايات التي كان يحب فعلها بين حين و آخر.
انهار جبروت صديقي الذي بات مثالا عن ضعف الإنسان فقد خارت قواه بسبب (نتوء) ربما لا يتجاوز حجمه بضع سنتيمترات وهكذا الإنسان بطبيعته يعيش النعيم دون أن يشعر وأحيانا دون أن يشكر ثم ما يلبث حتى يزول ذلك النعيم لسبب تافه في عين الإنسان كوخزة شوكة مثلا أو أي عارض لا يفكر به الإنسان كمصدر للأذى
وبالعودة إلى (الكيس الدهني) يقول صديقي : لقد تعودت عليه وأصبحنا عشرة فقد جمعتنا السنوات والليالي مع بعضنا البعض لكن لم تجمعنا محبة أو صداقة بل أصبحت أعرف كيف أتعامل مع تقلباته المزاجية فحين يوخزني بألم طفيف أراوغه بالراحة حتى يطمئن ثم أباغته بجهد أدمي به جبينه البغيض فيشهر علي سيفه ويسقطني على الفراش صريعا مدة من الزمن وهكذا هي العلاقة بيننا فيها أشهر من العسل و أشهر من النكد.
لعل صديقي قد وصف حالته كما يرى و أن كنت أراه قد فقد ابتسامته و أصبح وجهه شاحبا منذ زمن , حيث لم يعد كما كان رفيقنا في كل طريق و مغامرة ولم يعد كما كان يحفزنا على الإلتقاء بشكل دائم , سامحك الله أيها (الكيس الدهني) فقد خسرت صديقي المفعم بالحياة بسببك أنت.
الختام
أدعوا الله أن يخلصه من (الكيس)
تعليقات
إرسال تعليق